السبت، 28 أكتوبر 2017

قِمّة الخَلاص



جول باستيان ليباج - ديوجين


نَفِذَتِ الكلِمات،
الأفكارُ عَديدةٌ والقَالَبُ غائِب
الأحاسِيسُ عَجْفاٌءٌ شِبْه مُنْعَدِمة
والقلبُ البارِدُ واحِد،
رُوحٌ أَبُولونِيّة تُرِيدُ أنْ تَصْنَعَ تاريخاً
والجَسَدُ جِذْعٌ جامِد.

الحُبّ والله جِرَارُ سُمومٍ وفَضِيلة
مَلْهَاةُ نُفوسٍ عَليلَة
ومفاهيمُ ثقِيلة،
الدّهْشَةُ لِلْمُرْهَفِ ولِلْمُفَكّرِ قَلَقٌ ومَرَارَة.

العقلُ وَحيدٌ هُناك
وأَوْهامُ السّعادَةِ في الطّرَفِ الآخَر،
الحَقيقةُ مُتَوَهّجَةٌ تَلْذَعُ كالنّارِ
والزّيْفُ فِينيقٌ يُبْعَثَ مِنْ رَمادِها.

البَشَرُ نِيَامٌ والإنسانُ يَقِظٌ
يَتَأرّقُ حِينَ يُبْصِرُ وُجُودَه
ويَحْمِلُ شَظايا المِرْآةِ الّتي كَسَرَتْها الجُموع،
يَعُودُ العَقلُ وفي يَدِهِ حُزْمَةُ شُموع
لِيَرْمِيها للمُنْكَسِرِ أَسْفَلَ التّل
ثُمّ يُخَاطِبُهُ:

أَنِرْ طَرِيقَكَ وَسِرْ
أَنْتَ هُناك مُنْذُ مُدّةٍ بيْن الجُثَث
اصْعَدْ نَحْوَ الأعْلى
حَيْثُ الرّوحُ الأَزَلِية،
مَزّق أَسْماَلَكَ الضَيّقَة البَالِيَة
واكْتَسِي ثَوْبَكَ الجديد الرّحْب.

أُعْلُ فَالقاعُ قَبْر والقِمّةُ خَلاَص.

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

الآلِهة – بول فِرلين



بَعْث الإله - مارييف أورتيز



مَهْزومونَ، لَكِنْ غَيْرُ مُرَوّضِينَ، مَنْفِيُونَ، لَكِنْ أَحْيَاء،
وَرَغْمَ شَرائِعِ الإنسانِ وخَطَرِه،
لَمْ يَتَنَازَلُوا، أَيادِيهِمُ تَقْبِضُ بِاسْتِماتَةٍ
على أجْزاءٍ مِنْ صَوْلَجَانْ، يَتَرَبّصُونَ فِي الرّيَاحْ.

السّحُبُ المُطارِدَةُ للنّزَوَاتِ العَابِرَة
غُبَارُ أقْدامِ تِلك الصّوالِجِ الكاسِرَة
والصّاعِقَةُ المُزَمْجِرَةُ في الأرْجَاءِ
لَيْسَتْ إلّا صَدًى بَعِيدٍ لِأبْواقِهِمْ العاجِيّةِ القَاسِيّة.

إِنّهُمْ يُعْلِنُونَ الثّوْرَةَ بِدَوْرِهِم على الإنسَان،
هازِمُهُمْ الّذِي مازالَ مَذْهُولًا وَغَيْرَ مُعَافى
مِنْ مَعْرَكَةٍ كهَذِهِ مَعَ أعْداءٍ مِثْلِ هَؤلاء.

مِنَ القُرْآنِ، مِنَ الرِيجْفِدا ومِنْ سَفَرِ التّثْنِيَة،
مِنْ كُلّ العَقَائِدِ المَلِيئَةِ بِالسّخَطِ،
خَرَجَ كُلّ الآلِهَةِ في حَمْلَة:
حَذارِ! وَلِنَكُنْ أَكْثَرَ حِرْصًا.




 ترجمة: ياسين الحيلي