السبت، 30 سبتمبر 2017

مستقبل حيوان منوي







أ هذا كُلّ ما تَعْرِضين؟
رِهانُ حيوان منوي مُنْتصر
يَخْترق رحما ليَخْرُجَ في جسدِ آدمي ضعيف
ثّم يُسمّى باسم أحدِ الموتى
اسم رسول أو نبيّ
اسم جدّ أو عمّ أو أبٍ نرجسيّ
ثديٌ حلوب أو بودرة صناعية
حفّاظات ومُخاط
صُراخ وحمّى
يَشْتدّ عُود الكُتلة النّاعمة لِتَمْشي على قدميْن
لِتَتَعلّم أوَل دروسِ الحياة.
حان وقت الحلوى والتّرويض
الجَزاء والعِقاب
سَنُلَقّنك أشْياء نفعلها وأخرى لا نفعلها
سَنَحْشوك بِما حَشَوْنا به
هناك صانع مُعَذّبٌ في الأعلى
حاوِل ألاّ تُغضبه أو تُعَكّر مِزاجه
فَصَدْرُه ليس رحْبا
وهناك ربّ آخر في قصر ما
لا تَسْأل عنه أو عن طبيعة عَمَله
أطِعْه فقط
هُوَ ورِجالُه وجُنوده
وكل قوّاد يَدور في فَلَكِه
سَتَعرفهم حين تَقَعُ هِراوَةٌ على رأسك إِنْ كُنْت سيّء الحظّ.
سَتَلْمَحُ بِنايات ليست مَساكِنا
داخِلها رجال بِبِذَل وكلام مُبْهَم
تبدو عليهِم الجديّة
لا تَنْسَ وجوههم فَسَتُقابلها كثيرا
مُدير مدرسة وثانوية
ثمّ عميد كليّة
مُدير شركة سَيَدفع راتِبك
رئيس مَصْلحة سَيُراقِبُ عملك
مُدير بنك سَيُقرضك مالا لتُنْفِقه وتَقترِض مرّة أخرى.
حان الوقْت لِتفعل مِثل أبيك
اجْلُب امرأة يُمكِنك تحمّلها لِتَعيش معك
ستكون مفيدة حين يُدَغْدِغُك ذلك الشيء الغريب بين ساقيك
أرسِل حيوانَك المنوي لِتَنسَخَ نفسك
لا نعلم ما الغاية من ذلك لكن الجميع يفعلها.
حان وقتُ الاسترخاء
بِضْعُ سِنين من الروتين والإنفاق
لم تَعُدْ مدينا للبنْك
لكن مازال لك دينان لِتُسَدّدَهُما
وَلاؤك الأبديّ للرّب الأرضي المُكلّف بِرُقْعة عَيْشِك
مَجّدْه في جلسات المقاهي
علّق صورته إن أمكنك ذلك
لا تَتَغاضى عن ذِكْر دُستوره الأسطوري وديمقراطيّتِه
ثمُّ ولاؤك للرّب السّماوي
اذهب لزيارة شخْصٍ ميّت لِتَطوف عليه
تَسَلّق جَبَلا و ارْمِ حَجرا
ثُمّ عُدْ
عِنْدها يُمكنك الانصراف
وداعا
التّالي !

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

لماذا نكتب؟



 لماذا نكتب؟
للْحياة؟
للذّاكِرة والتّاريخ؟
لِنُرْضِي أنفسنا؟
لِنتسلّى؟
لِننْشغل؟
لِنُحَقّق رغبةً دفينة؟
لِحُبّ امرأة؟
لِلجَمال؟
لِيُثْني علينا الأصدقاء؟
لِيَمدحنا الغرباء؟
لِيَنتقدنا النُقّاد؟
لِنُخربِش ونَخُطّ؟
لِنَهْرب؟
لِنَعيش حياةً أُخرى؟
لِنُصَرّف آراء ومواقف؟
لِنُعبّر عن مشاعِر وعواطف؟
لِنَمْلأ الورق؟
لِنَنْشر؟
لِنَبيع؟
لِنَضيع؟
لِنَجِد أنفسنا؟
أَ نَكتبُ من أجل أن نَكتب؟
لماذا نَكتب؟
لا أعلم، لا أحد يَعلم
لكنّي أكتب.