سُكارى

David Teniers - Smokers and drinkers

ذُرِفَ النّبيذ

قانٍ كَدِماءِ العَذارى

 مِنَ الزّجاجَةِ لِلْوَرِيد

نَحْنُ اليَوْمَ سُكارى !

لِنُحاذِي الكُؤوس

وَنَشْرَبِ الأَنْخَاب

لِنَرْمِي وَنَدُوس

عَلى الهُوِيّاتِ وَالأَنْسَاب

كُلّنا سَواء !

أنا وأنْت

فَلْنُغْرِقِ الشّقَاء

وَلِنَكْسِرِ الصّمْت

اليَوْمَ سُكْرٌ وَغَداً رِثَاء

كُلّنا سَوَاء !

لِنَصْرُخَ وَنَهْذي

وَنَتَمايَلَ وَنُغَنّي

لِنَشْتُمَ وَنُثْنِي

نَخْبَكَ وَنَخْبِي

نَحْنُ اليَوْمَ سُكارَى !

اسْقِني نَعِيمًا يا صَاحِبي

فَأنْتَ الرّفِيقُ وَالنّدِيم

اسْقِني تِرْيَاقًا لِتَعَبي

وَكُنْ مُضِيفًا كَرِيم

لِنُهَلّل لِسَمَاءِ الرّب

لِأَرْضِ إبْلِيس

لِلْقَدَرِ التّعِيس

لِلسّهَرِ النّفِيس

هَالِيلويا !

لِخَيْرِ جَلِيس

لِرُوحِ حَبِيس

نَحْنُ اليَوْمَ سُكارى !

Woman

Modigliani - Bust of a young woman

Who are you woman?

What do you want?

Everything,

Nothing. 

Why are you here? 

Coincidence,

Destiny.

God’s sin,

Weak creature

Vicious guise

Pleasing paradox ;

I see you everywhere!

Sometimes, I picture you

And I fix you in my mind ;

You were better in my fiction!

I wish I could kidnap you,

And take you away from this madness.

It would be good,

To draw lines on your empty canvas

To light up candles inside your darkness.

I will offer you a soul,

I will give you my knowledge and my courage

My pride and my heritage;

Could you be glorious and virtuous?

Or this will make you a man?

Aren’t we the same?

Do you want to be like me?

I don’t think you can!

The Sin

Darkness

Madness

Cheap wine and tasteless beer

Sad blues

Suicidal thoughts

Revenge

Oh sweet revenge !

I had a dream ;

I dreamed about killing my father

I strangled him to his last breath

I ended his harm with no remorse

I felt nothing,

Then I felt fulfillment.

I had a dream ;

I dreamed about love

I loved her with foolishness

Like poetry

Like a summer's night

Like revolution

Oh sweet  revolution !

You're always on my mind

Like a mystic woman

Like a whore

Like a sin

Oh sweet  sin !

الشامان الضّائِع

عَجُوزٌ يَتَوارى فِي جِلْدِ حَيَوان

يُشْبِهُ ثَوْرَ بَيْسُونٍ نَحِيف،

يَتَرَبّعُ قُرْبَ نَارٍ مُوقَدَةٍ في الخَلاء.

تَتَوَهّجُ الأَلْسِنَةُ بَيْنَ الصّخْر

وَتُنَاجِي القُرْصَ العاجِيّ في أَعْلى،

تُحَاوِلُ بُلوغَ نُورِه

لَكِنّهُ يَعِدُها بِالخُمُود.

يُطِلّ القَمَرُ على شِيوَاوَا كُلّ لَيْلَة،

يُضِيءُ التّرَابَ الآجُوري والصّبّارَ الضّارِي

يُنيِرُ مَسَالِكَ السّحَالي والأفاعِي والعَقارِب،

البَاحِثَةِ عَنْ القُوتِ والفَارّةِ مِنْ سُخونَةِ الأَرْض.

سَطَعَ البَدرُ هَذِهِ اللّيْلَةَ لِيُفَتّشَ عَنِ الشامانِ الضّائِع

الرّجُلُ الأَبْيَضُ ذو الشّعْرِ الطّوِيل.

سَأَلْتُ العَجُوزَ عَنْهُ فَرَدّ:

جِيمِي هُنا !

في مَكانٍ مَا

يَتَراقَصُ مَعَ أَرْواحِ البِيبْلوسْ

يُغَادِرُ العَالَمَ الفَاني وَيُسَافِرُ في ذَاكِرَةِ طِفْل

يَشْهَدُ على الإِبَادَاتِ الجَمَاعِيّة

يَسْتَحْضِرُ حَادِثَ الطّرِيقِ السّرِيع،

حِينَ سَالَتْ دِمَاءُ الهُنُودِ على الأسْفَلْتِ بَعْدَ أَنْ أُريقَتْ على تُرَابِ قَارّة.

جِيمِي هُنَاك !

يُرَاقِصُ الحُكَمَاءَ وَالعَابِثِين

يَنْتَشِي وَيَثْمَلُ وَتُوحَى إِلَيْهِ الكَلِمَات.

يَنْظِمُ شِعْراً،

شِعْرٌ لَيْسَ مِنَ الضّرُوري أَنْ يَقُولَ شَيْئا

شِعْرٌ يَرْوِي قِصَصًا في بَعْضِ الأَحْيان

شِعْرٌ قَدْ يَكُونُ ذا مَغْزى أو دُونَه

شِعْرٌ فَقَطْ.

العشاء الأخير

Leonardo Da Vinci - Ultima Cena

لِأجْلِكَ يا مَوْتُ نَعِيش

نُولَدُ، نَتِيهُ، ثُمّ نُصَدّق.

نَحْنُ هُنَا لا لِنَكُون،

بَلْ لِنَمْضِيَ نَحْوَك

نَحْنُ هُنا لَك،

نَحْنُ هُنا لِنَمُوتْ.

فِي جَلَبَةِ الوُجُودْ

المَوْتُ صَمْتٌ أَبَدِي،

خُشُوعُ كَنَائِسْ

سُكونُ مَقَابِرْ

سَمْفُونِيَةُ الفَنَاءِ تُعْزَفُ أَثْنَاءَ كُلّ نَفَس،

كُلّ رُوحٍ مُوسِيقَارٌ فِي أورْكِسْتْرا الأَزَلِ الرّتِيبْ.

امْحُ ذَنْبَكَ أَيّهَا البَشَرِيّ الخَطّاء

وَ امْحُ نَفْسَك،

انْفُخْ فِي مِزْمَارِك

وَ اعْزِفْ نُوتَاتِكَ الأَخِيرَة.

أَنْتَ مَدعُوّ لِلْعَشَاءِ الأَخِير

مَعَ يَسُوع وَبَعْضِ أَتْبَاعِه،

اخْتَلِطْ بِالحَاضِرِين

وَ اغْسِلْ رِجْلَيْكَ المُوحِلَتَيْن

لِتَسْمَعَ وَصَايَا الأَب.

خُذْ رَغِيفَكَ وَكَأْسَ النّبِيذ،

امْضِ نَحْوَ بُسْتَانِ الزّيْتُونْ

نَاجِ السّمَاءَ

وَ اسْتَوْدِعْ فِيهَا رُوحَك.

أَيّهَا البَشَرِيّ الخّطَاء

امْحُ نَفْسَكَ لِتَمْحُوَ خَطِيئَتَك.

النّهَايَة

Thomas Cole - The Pilgrim of the Cross at the End of His Journey

 

تُلْهِمُني النِّهايات

يُغْرِيني الزّوال،

المَجْدُ لِمَنْ انْتَفى نَحْوَ المَجْهُول

وَتَرَكَ بَنِي جِلْدَتِهِ في أُفُول.

كَمْ هِيَ جَبّارَةٌ تِلْكَ المَبَانِي المُنْهَارَة

ذَاكَ الأَثَرُ وَالطّلَلُ المُسَمّى حَضَارَة.

إمْبراطُورِيّاتٌ خَلَقَتْ تَارِيخَ البَشَر

دِماءٌ وَدُمُوع

هَيْمَنَةٌ وَخُضُوع

كُّلهُ مَاضٍ زَال،

نَحْنُ هُنَا نَتَرَقّبُ نَفْسَ المَآل

وَنَتَسَلّى بِأُحْجِيَةِ البَحْثِ عَنْ مَعْنى

أَوْ بِلَذّةِ التّكاثُر.

سِرْ أيّها الهَالِكُ نَحْوَ التَّناثُر

نَحْوَ التّلَف،

فِي رِحْلَةِ اللّاعَوْدَة

فَكُلّ مَنْ ذَهَبُوا مَكَثُوا هُنَاك.

إِنّي أرَاها وَشِيكَة

تُدَوِّي كَالصّخْرِ المُتَلاشِي مِنْ أَسْوَارِ بُومْبَاي.

إِنِّي قَابِعٌ بَيْنَ الأَنْقاض

أَنْتَظِرُ أَنْ أَهْوِي،

أَنْ أُدْهَس

أَنْ يُعْبَثَ بِي

أَنْ يُلْقَى بِي نَحْوَ النّهَايَة.