عَجُوزٌ يَتَوارى
فِي جِلْدِ حَيَوان
يُشْبِهُ ثَوْرَ بَيْسُونٍ
نَحِيف،
يَتَرَبّعُ قُرْبَ
نَارٍ مُوقَدَةٍ في الخَلاء.
تَتَوَهّجُ الأَلْسِنَةُ
بَيْنَ الصّخْر
وَتُنَاجِي القُرْصَ
العاجِيّ في أَعْلى،
تُحَاوِلُ بُلوغَ نُورِه
لَكِنّهُ يَعِدُها
بِالخُمُود.
يُطِلّ القَمَرُ
على شِيوَاوَا كُلّ لَيْلَة،
يُضِيءُ التّرَابَ
الآجُوري والصّبّارَ الضّارِي
يُنيِرُ مَسَالِكَ
السّحَالي والأفاعِي والعَقارِب،
البَاحِثَةِ عَنْ
القُوتِ والفَارّةِ مِنْ سُخونَةِ الأَرْض.
سَطَعَ البَدرُ هَذِهِ
اللّيْلَةَ لِيُفَتّشَ عَنِ الشامانِ الضّائِع
الرّجُلُ الأَبْيَضُ
ذو الشّعْرِ الطّوِيل.
سَأَلْتُ العَجُوزَ
عَنْهُ فَرَدّ:
جِيمِي هُنا !
في مَكانٍ مَا
يَتَراقَصُ مَعَ أَرْواحِ
البِيبْلوسْ
يُغَادِرُ العَالَمَ
الفَاني وَيُسَافِرُ في ذَاكِرَةِ طِفْل
يَشْهَدُ على الإِبَادَاتِ
الجَمَاعِيّة
يَسْتَحْضِرُ حَادِثَ
الطّرِيقِ السّرِيع،
حِينَ سَالَتْ دِمَاءُ
الهُنُودِ على الأسْفَلْتِ بَعْدَ أَنْ أُريقَتْ على تُرَابِ قَارّة.
جِيمِي هُنَاك !
يُرَاقِصُ الحُكَمَاءَ
وَالعَابِثِين
يَنْتَشِي وَيَثْمَلُ
وَتُوحَى إِلَيْهِ الكَلِمَات.
يَنْظِمُ شِعْراً،
شِعْرٌ لَيْسَ مِنَ
الضّرُوري أَنْ يَقُولَ شَيْئا
شِعْرٌ يَرْوِي قِصَصًا
في بَعْضِ الأَحْيان
شِعْرٌ قَدْ يَكُونُ
ذا مَغْزى أو دُونَه
شِعْرٌ فَقَطْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق