الثلاثاء، 27 فبراير 2018

الآن


Philippe de champaigne - Vanité 



جَفّ الرّيقُ وَلَمْ يَجِّفَ الِمدَادْ
ونَسِيمُ العَشِيّةِ رَطْبٌ كالرّذاذْ.

الضّجرُ فُسْحة للتّأمّلِ في ضَحالَةِ الوَضْعِ البَشري،
المُشكل حَلّ والحَلّ عليْه الرّهانْ.

الأيّامُ مُتَشابِهَةٌ كَحَلَقاتِ السّلاسِلْ
والرّوتِينُ قاتِمٌ كَأَدْكَنِ الجَدائِلْ 
.
التّغِييرُ مِيثُولُوجْيا البَقاء
والأَمَلُ في الآتي بَلاء.

انْتَظِرِ الأَفْضَلَ الغامِضَ البَعِيدْ
كُلّ مُحْتَالِي الكَلام أعْطَوْك َهذا الوَعِيدْ.

الآنَ يَنْزِفُ مِنْكَ زَمَنٌ كان هُوَ الآتي
مُنْذُ سِنينَ وأنتَ تَنْتَظِرُه،
لَكِنّهُ لَمْ يُقْنِعْكَ،
فَقَرّرْتَ أَنْ تَتَطَلّعَ لِآتٍ آخَرْ. 

أَنْتَ رَمْلُ السّاعَةِ المُوشِكِ على الانْقِضَاء
وَالزّمَنُ الآتي غَيْرُ مُدْرَكٍ كَتِلْكَ السّماء.

الْتَقِطْ ثَوانِي اليَوْمِ
فَالمُقْبِلُ لَمْ يُقْبِلْ بَعْد،
انْتَزِعْ مَا يُمْكِنُكَ انْتِزاعُهُ
و اتْرُكِ الوَعْدَ لأَصْحابِ الوَعْد.
 
اليَوْمَ وَالآنَ وَهُنا
لا غَدًا وَلا بَعْدَ شَهْرٍ وَلا سَنَة،
أَنْتَ مَوْجُودٌ اليَوْم
أَنْتَ هُنا الآنْ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق