الآن

Philippe de champaigne - Vanité

 

جَفّ الرّيقُ وَلَمْ يَجِّفَ الِمدَادْ

ونَسِيمُ العَشِيّةِ رَطْبٌ كالرّذاذْ.

الضّجرُ فُسْحة للتّأمّلِ في ضَحالَةِ الوَضْعِ البَشري،

المُشكل حَلّ والحَلّ عليْه الرّهانْ.

الأيّامُ مُتَشابِهَةٌ كَحَلَقاتِ السّلاسِلْ

والرّوتِينُ قاتِمٌ كَأَدْكَنِ الجَدائِلْ 

.

التّغِييرُ مِيثُولُوجْيا البَقاء

والأَمَلُ في الآتي بَلاء.

انْتَظِرِ الأَفْضَلَ الغامِضَ البَعِيدْ

كُلّ مُحْتَالِي الكَلام أعْطَوْك َهذا الوَعِيدْ.

الآنَ يَنْزِفُ مِنْكَ زَمَنٌ كان هُوَ الآتي

مُنْذُ سِنينَ وأنتَ تَنْتَظِرُه،

لَكِنّهُ لَمْ يُقْنِعْكَ،

فَقَرّرْتَ أَنْ تَتَطَلّعَ لِآتٍ آخَرْ. 

أَنْتَ رَمْلُ السّاعَةِ المُوشِكِ على الانْقِضَاء

وَالزّمَنُ الآتي غَيْرُ مُدْرَكٍ كَتِلْكَ السّماء.

الْتَقِطْ ثَوانِي اليَوْمِ

فَالمُقْبِلُ لَمْ يُقْبِلْ بَعْد،

انْتَزِعْ مَا يُمْكِنُكَ انْتِزاعُهُ

و اتْرُكِ الوَعْدَ لأَصْحابِ الوَعْد.

 

اليَوْمَ وَالآنَ وَهُنا

لا غَدًا وَلا بَعْدَ شَهْرٍ وَلا سَنَة،

أَنْتَ مَوْجُودٌ اليَوْم

أَنْتَ هُنا الآنْ.

نَخْبُ الحياة

لورين لونا - كأس نبيذ

سَأشْرَبُ نَخْبَ الحياة

رَغْمَ غُموضِها،

سَأجْتَرِعُ لِلْمُغتَرِبين

لِلْحالِمِين

لِلْفنّانِين

لِلْمُتأمّلِين

لِلْمُفكّرِين

ولِلْمُتَجَرّدِين.

سَأرْفَعُ كأسي للتجَرّد،

نَخْبَ العُزْلَةِ الباردَةِ والنّبِيِذ اللاّذِع.

النّبِيذُ أَحْلى مِنَ النّسَاء

وأَقْدَسُ مِنَ المَعابِد.

فَلْتُعْزَفِ الموسيقى في الضّوْءِ الخَافِت

لِلْوَحِيدِ المُلْقى على الوَسائِد.

كَأسٌ بْرونْزِيةٌ ليُولْيوسْ قَيْصَرْ

للإِسْكَنْدَرِ المَقْدونِي

لأفلاطون

ولِدْيُونِيزُوسْ هُناكَ في الكُرُوم.

سَنَنْهَلُ نَبِيذا لِتَخْرُجَ كَلِماتُنا مُنَمّقَة،

سَنَضْحَكُ وَنُثَرْثِرُ وَنَنْتَقِد،

سَنَتَكَلّمُ مِنْ أجْل الكَلامِ فَقَطْ.

لا أَحَدَ سَيَسْمَع،

لا غَايَةَ لنا بِمُسْتَمِعٍ وَلَا فَهِيم

سَنَتَكلّمُ وَلا أَحَدَ سَيَسْمَع.